بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الموضوع بأمر الله سيتم درك
شرح معاني اسماء الله الحسني
ولا داع للشكر فالشكر لله الواحد القهار
وما اقتبستُ من معاني الشرح فليس من عقلي او بقلمي
ولكني إقتبستُ من كتب التوحيد
كل ما اطلبهُ منكم الدعوة لي ولصاحب الكتاب بالمغفرة والرحمة
ولا اود وضع ردود لأن الموضوع مجزائ
الله
هــو الاســم الأعــظــم الـذي تـفـرد بـه الـحـق سـبـحـانـه وخــص بـه نـفـسـه وجــعــلـه أول أســمـائـه ، وأضـافــهـا كـلـهـا إلـيـه ، فـهـو عــلـم عــلـى ذاتــه ســبــحــانــه.
هـو الاسـم الـذى تـفـرد بـه الـحـق سـبـحـانـه وخـص بـه نـفـسـه ،
وجـعـلـه أول أسـمـائـه واضـافـهـا كـلـهـا الـيـه ولـم يـضـفـه الـى إسـم مـنـهـا ،
فـكـل مـا يـرد بـعـده يـكـون نـعــتـا لـه وصـفـة ،
وهــو إسـم يـدل دلالـة الــعــلـم عــلـى الإلـه الـحـق
وهــويـدل عــلـيـه دلالـة جـامـعــة لـجـمـيـع الأسـمـاء الإلـهـيـة الأحـاديـة.
هــذا والاســم (الله) سـبـحـانـه مـخـتـص بـخـواص لـم تـوجـد فـى سـائـر أسـمـاء الله تـعـالـى.
الـخـاصـيـة الأولـى:
أنـه إذا حـذفــت الألـف مـن قـولـك (الله) بـقـى الـبـاقـى عــلـى صــورة (لله)
وهــومـخـتـص بـه سـبـحـانـه كـمـا فـى قــولـه (وللهجـنـود الـسـمـوات والأرض) ،
وإن حـذفـت عـن الـبـقـيـة الـلام الأولـى بـقــيـت عــلـى صـورة (لـه)
كـمـا فـى قـولـه تـعـالـى (لـهمـقـالـيـد الـسـمـوات والأرض)
فـإن حـذفـت الـلام الـبـاقــيـة كـانـت الــبــقــيـة هـى قـولـنـا (هـو)
وهـو أيـضـا يـدل عــلـيـه سـبـحـانـه كـمـا فـى قـولـه (قـل هـو اللهأحـد)
والـواو زائـدة بـدلـيـل سـقـوطـهـا فـى الـتـثـنـيـة والـجــمـع ،
فـإنـك تـقـول: هـما أو هـم ،
فـلا تـبـقـى الـواو فــيـهـمـا فـهـذه الـخـاصـيـة مـوجــودة فـى لـفـظ (الله)
غــيـر مـوجــودة فـى سـائــر الاسـمـاء.
الـخـاصـيـة الـثـانـيـة:
أن كـلـمـة الـشـهـادة وهـى الـكـلـمـة الـتـى بـسـبــبـهـا يـنـتـقـل الـكـافــر مـن الـكـفــر الـى الإســلام
لـم يـحـصـل فــيـهـا إلا هــذا الاسـم ،
فــلـو أن الـكـافــر قــال: أشــهــد أن لا الـه إلا الـرحــمـن الـرحــيـم ،
لـم يـخـرج مــن الـكـفــر ولـم يــدخــل الاســلام ،
وذلـك يـدل عــلـى اخـتـصـاص هــذا الاســم بـهـذه الـخـاصـيـة الـشـريـفــة.
حفظكم الله وافادنا وافادكم بعلمه وظلنا بظله يوم لا ظل إلآ ظله
الـرحـمـن
كـثـيـر الـرحــمـة وهــو إسـم مـقـصـور عــلـى الله عــز وجــل
ولا يـجـوز أن يــقـال رحـــمــن لــغــيــر الله ،
وذلــك ان رحــمـة وســعــت كــل شــىء ،
وهــو أرحــم الـراحــمــيــن.
الـرحـمـن إســم مـشـتـق مـن الـرحـمـة ،
والـرحـمـة فـى الأصـل رقـة فـى الـقـلـب تـسـتـلـزم الـتـفـضـل والإحـسـان ،
وهــذا جـائـز فـى حـق الـعــبـاد ،
ولـكـنـه مـحـال فـى حـق الله سـبـحـانـه وتـعـالـى ،
والـرحـمـة تـسـتـدعـى مـرحـومـا ..
ولا مـرحـوم إلا مـحـتـاج ،
والـرحـمـة مـنـطـويـة عــلـى مـعـنـيـن الـرقـة ..
والإحـسـان ،
فـركـز تـعـالـى فـى طـبـاع الـنـاس عــلـى الـرقـة وتـفـرد بـالإحـسـان.
ولا يـطـلـق الـرحـمـن إلا عــلـى الله تـعـالـى ،
إذ هــو الـذى وســع كــل شــىء رحـمـة وقــيـل أن الله رحـمـن الـدنـيـا ورحـيـم الآخـرة ،
وذلـك أن إحـسـانـه فـى الـدنـيـا يـعـم الـمـؤمـنـيـن والـكـافــريــن ،
ومـن الآخـرة يـخـتـص بـالـمـؤمـنـيـن ،
والـرحـمـن نـوعــا مـن الـرحـمـة ،
وأبـعــد مـن مـقـدور الـعــبـاد ،
فـالـرحـمـن هــو الـعــطـوف عــلـى عــبـاده بـالإيـجـاد ..
وبـالـهـدايـة الـى الإيـمـان وأسـبـاب الـسـعــادة ..
والإسـعــاد فـى الآخــرة ،
والإنـعـام بـالـنـظـر الـى وجـهـه الـكـريــم.
الـرحـمـن هـو الـمـنـعـم بـمـا لا يـتـصــور صــدور جــنـسـه مــن الـعــبـاد.
الــرحــيــم
هــو الــمــنــعــم أبــدا ، الــمــتــفــضــل دومـــا ، فـــرحــمــتــه لا تــنــتــهــي.
الـرحـيـم إســم مـشـتـق مـن الـرحـمـة ،
والـرحـمـة فـى الأصـل رقـة فـى الـقـلـب تـسـتـلـزم الـتـفـضـل والإحـسـان ،
وهــذا جـائـز فـى حـق الـعــبـاد ،
ولـكـنـه مـحـال فـى حـق الله سـبـحـانـه وتـعـالـى
والـرحـمـة تـسـتـدعـى مـرحـومـا ..
ولا مـرحـوم إلا مـحـتـاج ،
والـرحـمـة مـنـطـويـة عــلـى مـعـنـيـن الـرقـة ..
والإحـسـان ، فـركـز تـعـالـى فـى طـبـاع الـنـاس عــلـى الـرقـة وتـفـرد بـالإحـسـان.
والـرحـيـم تـسـتـعـمـل فـى غــيـره وهــو الـذى كـثـرت رحـمـتـه ،
وقــيـل أن الله رحـمـن الـدنـيـا ورحـيـم الآخــرة ،
وذلـك أن إحـسـانـه فـى الـدنـيـا يـعـم الـمـؤمـنـيـن والـكـافــريــن ،
ومـن الآخـرة يـخـتـص بـالـمـؤمـنـيـن.
والـرحـيـم هــو الـمـنـعــم بـمـا يـتـصـور صــدور جــنـسـه مـن الـعــبـاد.
الـمـلـك
هــو الله ، مــلــك الــمــلــوك ، لـه الــمــلــك ، وهــو مـالــك يـــوم الــديــن ، ومــلــيــك الــخــلــق ، فــهــو الــمــالـــك الــمــطـــلـــق.
الـمـلـك هــو الـظـاهــر بـعــز سـلـطـانـه ،
الـغــنـى بـذاتـه ،
الـمـتـصـرف فـى أكـوانـه بـصـفـاتـه ،
وهــو الـمـتـصـرف بـالأمــر والـنـهـى ،
أو الـمـلـك لـكـل الأشــيـاء ،
الله تـعـالـى الـمـلـك الـمـسـتـغــنـى بـذاتـه وصـفـاتـه وأفـعـالـه عــن غــيـرة ،
الـمـحـتـاج الـيـه كــل مــن عــداه ،
يـمـلـك الـحـيـاة والـمـوت والـبـعــث والـنـشـور ،
والـمـلـك الـحــقــيـقـى لا يـكـون إلا لله وحــده ،
ومـن عــرف أن الـمـلـك لله وحــده أبـى أن يــذل لـمـخــلـوق ،
وقــد يـسـتـغــنـى الـعــبـد عــن بـعــض اشـيـاء
ولا يـسـتـغــنـى عــن بـعــض الأشـيـاء فـيـكـون لـه نـصـيـب مـن الـمـلــك ،
وقــد يـسـتـغــنـى عــن كــل شــىء ســوى الله ،
والـعــبـد مـمـلـكـتـه الـخـاصـة قــلـبـه ..
وجـنـده شـهـوتـه وغــضـبـه وهــواه ..
ورعــيـتـه لـسـانـه وعــيـنـاه وبـاقـى أعــضـائـه ..
فـإذا مـلـكـهـا ولـم تـمـلـكـه فـقـد نـال درجــة الـمـلـك فـى عــالـمـه ،
فـإن انـضـم الـى ذلـك اسـتـغــنـاؤه عـن كـل الـنـاس فـتـلـك رتـبـة الأنـبـيـاء ،
يـلـيـهـم الـعــلـمـاء ومـلـكـهـم بـقـدر قــدرتـهـم عــلـى ارشــاد الـعــبـاد ،
بـهـذه الـصـفـات يـقـرب الـعــبـد مــن الـمـلائـكـة فـى صـفـاتـه ويـتـقـرب الـى اللهالــقــدوس
هــو الـطـاهــر الــمــنــزه عــن الـعــيــوب والـنـقـائـص وعــن كــل مـا تـحـيـط بـه الــعــقــول.
تـقـول الـلـغــة أن الـقـدس هــو الـطـهـارة ،
والأرض الـمـقـدسـة هـى الـمـطـهـرة ،
والـبـيـت الـمـقـدس:
الـذى يـتـطـهـر فـيـه مـن الـذنـوب ،
وفـى الـقـرآن الـكـريـم عــلـى لـسـان الـمـلائـكـة وهــم يـخـاطـبـون الله
(ونـحـن نـســبـح بـحـمـدك ونـقـدس لـك)
أى نـطـهـر انـفـسـنـا لـك ،
وجـبـريـل عــلـيـه الـسـلام يـسـمـى الـروح الـقـدس لـطـهـارتـه مـن الـعــيـوب
فـى تـبـلـيـغ الـوحـى الـى الـرسـل
أو لأنـه خـلـق مـن الـطـهـارة ،
ولا يـكـفـى فـى تـفـسـيـر الـقـدوس بـالـنـسـبـة الـى الله تـعـالـى
أن يـقـال أنـه مـنـزه عــن الـعــيـوب والـنـقـائـص فـإن ذلـك يـكـاد يـقـرب مـن تـرك الأدب مـع الله ،
فـهـو سـبـحـانـه مـنـزه عــن أوصــاف كـمـال الــنـاس الـمـحـــدودة
كـمـا أنـه مـنـزه عــن أوصــاف نـقـصـهـم ،
بـل كــل صـفـة نـتـصــورهــا لـلـخـلـق هــو مـنـزه عــنـهـا وعــمـا يـشـبـهـهـا أو يـمـاثـلـهـاالـــســـلام
هــو نـاشــر الــســلام بــيــن الانــام وهــو الــذي ســلــمــت ذاتــه مـن الــنــقــص والـعــيــب والــفــنـاء.
تـقـول الـلـغـة هــو الأمـان والاطـمـئـنـان ،
والـحـصـانـة والـســلامـة ،
ومـادة الـســلام تـدل عــلـى الـخــلاص والـنـجــاة ،
وأن الـقـلـب الـسـلـيـم هــو الـخـالـص مــن الـعــيـوب ،
والـسـلـم (بــفــتـح الـسـيـن أو كـسـرهـا) هــو الـمـسـالـمـة وعــدم الـحـرب ،
الله الـســلام لأنـه نـاشــر الـســلام بـيـن الأنــام ،
وهــو مـانـح الـســلامـة فـى الـدنـيـا والآخــرة ،
وهــو الـمـنـزه ذو الـســلامـة مـن
جـمـيـع الـعــيـوب والـنـقـائـص لـكـمـالـه فـى ذاتـه وصـفـاتـه وأفـعـالـه ،
فــكــل سـلامـة مـعــزوة الـيـه صــادرة مـنـه ،
وهــوالـذى سـلـم الـخـلـق مـن ظــلـمـه ،
وهــوالـمـسـلـم عــلـى عــبـاده فـى الـجـنـة ،
وهــو فـى رأى بـعـض الـعــلـمـاء بـمـعــنـى الـقـدوس.
والأســلام هــو عــنـوان ديــن الله الـخـاتـم وهــومـشـتـق مـن مــادة الـســلام
الـذى هــو اســلام الـمـرء نـفـسـه لـخـالـقـهـا ،
وعـهـد مـنـه أن يـكـون فـى حـيـاتـه سـلـمـا ومـسـالـمـا لـمـن يـسـالـمـه ،
وتـحـيـة الـمـسـلـمـيـن بـيـنـهـم هـى (الـســلام عــلـيـكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه)
والـرســول صــلـى الله عــلـيـه وسـلـم يـكـثـر مـن الـدعــوة الـى الـســلام فـيـقـول
: الـســلام مـن الاســلام. افــشــوا الــســـلام تــســلــمــوا ..
ثــلاث مـن جـمـعـهـن فــقــد جـمـع الأيـمـان:
الأنـصـاف مـع الـنـفـس ،
وبــذل الـســلام لـلـعــالـم ،
والأنـفـاق مـن الأقــتـار (أى مـع الحـاجـة) .. افـشـوا الـســلام بـيـنـكـم ..
الـلـهـم أنـت الـســلام ، ومـنـك الـســلام ، والـيـك يـعــود الـســلام ، فـحـيـنـا ربـنـا بـالـســلام.
الــمــؤمـــن
هــو الــذي ســـلّــم أولـــيــائـــه مــن عـــذابــه ، والــذي يــصــدق عـــبــاده مـــا وعــــدهـــم.
الإيـمـان فـى الـلـغــة هــو الـتـصـديـق ،
ويـقـال آمـنـه مـن الأمــان ضــد الـخــوف ،
والله يـعــطـى الأمــان لـمـن اسـتـجـار بـه واسـتـعــان ،
الله الـمـؤمـن الـذى وحــد نـفـسـه بـقـولـه (شـهـد الله أنـه لا إلـه إلا هــو) ،
وهــو الـذى يـؤمـن أولــيـاءه مـن عــذابـه ،
ويـؤمـن عــبـاده مـن ظــلـمـه ،
هــو خـالـق الـطـمـأنـيـنـة فـى الـقـلـوب ،
أن الله خـالـق أسـبـاب الـخـوف وأســبـاب الأمــان جـمـيـعــا
وكـونـه تـعـالـى مـخـوفــا لا يـمـنـع كـونـه مـؤمـنـا ،
كـمـا أن كـونـه مــذلا لا يـمـنـع كـونـه مـعــزا ،
فـكـذلـك هـو الـمـؤمـن الـمـخـوف ،
إن إســم (الـمـؤمـن) قــد جــاء مـنـسـوبـا الـى الله تـبـارك وتـعـالـى
فـى الـقـرآن مــرة واحــدة فـى ســورة الـحـشـر
فـى قـولـه تـعـالـى
(هــو الله الـذى لا إلـه إلا هــو الـمـلـك الـقـدوس الـســلام
الـمـؤمـن
الـمــهــيـمـن الـعــزيــز الـجـبـار الـمـتـكـبـر سـبـحــان الله عــمـا يـشـركـون) ،
ســورة الـحـشــر.
الـمـهـيـمـن
هــو الـرقــيــب الـحـافــظ لـكــل شــيء ، الــقــائــم عــلـى خــلــقــه بـأعـــمــالــهــم ،
وأرزاقــهــم وآجــالــهــم ، الــمــســؤل عـــنــهــم بـالــرعـــايــة والــوقـــايــة والــصــيــانـــة.
الـهــيــمــنـة هــى الـقـيـام عــلـى الـشـىء والـرعــايــة لـه ،
والـمـهـيـمـن هــو الـرقـيـب أو الـشـاهــد ،
والـرقــيـب اســم مـن أسـمـاء الله تـبـارك وتـعـالـى مـعــنـاه الـرقـيـب الـحـافــظ لـكــل شــىء ،
الـمـبـالـغ فـى الـرقــابـة والـحـفــظ ،
أو الـمـشـاهــد الـعــالــم بـجـمـيـع الأشــيــاء ،
بـالــســر والــنــجــوى ،
الـسـامــع لـلـشـكـر والـشــكــوى ،
الـدافــع لـلـضــر والــبــلــوى ،
وهــو الــشــاهــد الـمـطــلـع عــلـى افــعــال مـخـلـوقـاتـه ،
الـذى يـشـهــد الـخـواطــر ،
ويـعــلــم الـسـرائــر ،
ويـبـصــر الـظــواهــر ،
وهــو الـمـشـرف عــلـى أعــمـال الـعــبـاد ،
الـقـائـم عــلـى الـوجــود بـالـحـفــظ والأســتــيـــلاء.
الــعــزيــــز
هــو الــمــنــفــرد بـالــعــزة ، الـظـاهــر الــذي لا يــقــهـــر ، الــقــوي الــمــمــتــنــع فـــلا يــغــلــبــه شــيء وهـــو غـــالــب كـــل شـــيء .
الـعــز فـى الـلـغــة هــو الـقـوة والـشــدة والـغــلـبـة والـرفـعـة والأمـتـنـاع ،
والـتـعــزيــز هــو الـتـقــويـة ،
والـعــزيــز اســم مـن أســمــاء الله الـحـسـنـى هــو الـخـطـيـر
(الـذى يـقـل وجــود مـثـلـه ، وتـشـتـد الـحـاجـة الـيـه ، ويـصـعــب الـوصــول الـيـه)
وإذا لـم تـجـتـمـع هــذه الـمـعــانـى الــثــلاث لـم يـطــلـق عــلـيـه اســم الـعــزيــز ،
كـالـشـمـس: لا نـظـيـر لـهـا ..
والـنـفــع مـنـهـا عــظـيـم والـحـاجــة شــديــدة الـيـهـا ولـكـن لا تـوصـف بـالـعــزة
لأنـه لا يـصـعــب الـوصــول الـي مـشـاهــدتـهـا.
وفـى قـولـه تـعــالـى:
(ولله الـعــزة ولـرسـولـه ولـلـمـؤمـنـيـن ولـكـن الـمـنـافــقــيــن لا يـعــلـمــون)
فـالـعــزة هــنـا لله تـحـقـيـقـا ،
ولـرســولـه فـضــلا ،
ولـلـمـؤمـنـيـن بـبـركــة إيـمـانـهــم بـرســول الله عــلـيـه الـصــلاة والــســـلام.
الـجــبــار
هــو الــذي تـــنـــفـــذ مـــشـــيـــئـــتــه ، ولا يــخـــرج أحــــد عـــن تـــقـــديــــره ، وهـــو الــقــاهـــر لــخــلــقــه عــلــى مــا أراد.
الـلـغـة تـقـول: الـجـبـر ضــد الـكـسـر ،
واصــلاح الـشـىء بـنـوع مــن الـقـهــر ،
يـقـال جـبـر الـعــظــم مـن الـكـســر ، وجــبــرت الــفــقــيــر أى أغــنـيـتـه ،
كـمـا أن الـجـبـار فـى الـلـغــة هــو الـعـالـى الـعــظــيــم والـجـبـار فـى حــق الله تـعــالـى
هــو الـذى تـنـفـذ مـشـيـئـتـه عــلـى سـبـيـل الإجــبـار فـى كــل أحــد ،
ولا تـنـفـذ فــيـه مـشـيـئـة أحــد ،
ويـظـهـر أحـكـامـه قــهــرا ،
ولا يـخـرج أحــد عــن قـبـضـة تـقـديـره ،
ولـيـس ذلــك إلا لله ،
وجــاء فـى حـديــث الإمــام عــلـى
(جـبـار الـقـلـوب عــلـى فـطـرتـهـا شـقـيـهـا وسـعــيـدهــا)
أى أنـه أجـبـر الـقـلـوب شـقـيـهـا وسـعــيـدهــا عــلـى مـا فـطـرهــا عــلـيـه مـن مـعــرفــتـه ،
وقــد تـطــلـق كـلـمـة الـجـبـار عــلـى الـعــبـد مــدحــا لـه
وذلــك هــو الـعــبـد الـمـحـبـوب لله ،
الـذى يـكـون جـبـارا عــلـى نـفـسـه ..
جـبـارا عــلـى الـشـيـطــان ..
مـحـتـرســا مـن الـعــصـيـان والـجـبـار هــو الـمـتـكـبـر ،
والـتـكـبـر فــى حــق الله وصــف مـحـمــود ، وفـى حــق الـعــبـاد وصــف مــذمــومالـمـتـكـبـر
هــو الـمـتـعــالـى عــن صـــفــات الــخــلــق الــمــنــفــرد بـالــعــظــمـة والــكــبــريــاء.
الـمـتـكـبـر ذو الـكـبـريـاء ،
هــو كـمـال الـذات وكـمـال الـوجــود ،
والـكـبـريـاء والـعــظــمـة بـمـعــنـى واحــد ،
فــلا كــبـريــاء لــســواه ، وهــو الـمـتـفــرد بـالـعــظــمـة والـكـبـريــاء ،
الـمـتـعــالـى عــن صــفــات الـخــلــق ،
الــذى تـكـبـر عــمـا يـوجــب نــقــصــا أو حـاجــة ،
أو الـمـتـعــالـى عــن صــفــات الـمـخــلــوقــات
بـصـفـاتـه وذاتـه كـل مـن رأى الـعــظــمـة والـكـبـريـاء لـنـفـسـه
عــلـى الـخـصـوص دون غــيــره
حـيـث يــرى نـفـسـه أفــضــل الـخــلـق مــع أن الــنـاس فـى الـحــقــوق ســواء ،
كـانــت رؤيـتـه كـاذبـة وبـاطــلـة ، إلا لله تـعــالـى.
الــخــالــــق
هــو الــفــاطــر الــمــبــدع لــكــل شــيء ، والــمــقــدر لــه والــمــوجـــد لــلاشـــيــاء مــن الـــعـــدم ، فــهــو خــالـــق كــل صــانـــع وصــنــعــــتـــه.
الـخـالـق فـى الـلـغــة بـمـعــنـى الإنـشـاء ..
أو الـنـصـيـب لـوافــر مـن الـخــيـر والـصــلاح.
والـخـالـق فـى صـفـات الله تـعــالـى هــو الـمــوجـد لـلأشــيـاء ،
الـمـبـدع الـمـخــتـرع لـهـا عــلـى غــيـر مـثـال ســبـق ،
وهــو الـذى قـــدر الأشــيــاء وهـى فـى طــوايــا الـعــدم ،
وكـمـلـهـا بـمـحـض الـجــود والـكــرم ،
وأظــهــرهــا وفــق إرادتــه ومــشــيــئــتـه وحـكـمـتـه والله الـخـالــق مـن حـيـث الـتـقـديـر أولا ،
والــبـارىء لـلإيـجــاد وفــق الـتـقـديــر ،
والـمـصــور لـتـرتـيـب الـصــور بــعــد الأيـجــاد ،
ومـثـال ذلــك الإنــســان ..
فـهـو أولا يــقــدر مـا مــنـه مـوجــود ..
فــيــقــيـم الـجـسـد ..
ثــم يــمــده بـمـا يـعــطـيـه الـحـركــة والــصــفــات الـتـى تـجـعــلـه إنــســانـــا عــاقـــــلا.
الــــبـــارئ
هــو الــذي خــلــق الــخــلــق بــقــدرتـــه لا عــن مــثــال ســـابـــق ، الـــقــادر عــلـى إبـــــراز مــا قــــدره إلــى الــوجـــود.
تـقـول الـلـغــة الــبــارىء مــن الــبــرء ،
وهــو خــلــوص الـشـىء مــن غـــيــره ،
مــثــل أبــرأه الله مــن مـرضــه ،
الـبـارىء فـى اسـمـاء الله تـعـالـى هــو الـذى خــلـق الـخــلــق لا عـــن مــثـال ،
والــبــرء أخــص مـــن الـخـلـق ، فـخـلـق الله الـسـمــوات والأرض ،
وبــرأ الله الـنـسـمـة ، كــبــرأ الله آدم مــن طــيـن ،
الـبـارىء الـذى يــبــرىء جــوهــر الـمـخــلــوقــات مــن الأفــــات ،
وهــو مـوجــود الأشــيــاء بـريـئـة مــن الـتـفـاوت وعــدم الـتـنـاســق ،
وهــو مـعــطــى كــل مـخـلـوق صــفــتـه الـتـى عــلـمـهـا لـه فـى الأزل ،
وبـعــض الـعــلـمــاء يـقـول ان اســم الــبــارىء يــدعــى بــه لـلـسـلامـة
مــن الأفـــات ومــن أكــثــر مـن ذكــره نــال الـســلامة مــن الــمــكــروه
الـــغــــفـــار
هــو وحــده الـذي يــغـــفــر الــذنـــوب ويــســتــر الــعـــيــوب فــي الــدنــيــا والآخـــرة.
فـى الـلـغــة الـغــفــر والـغــفــران: الـسـتـر ،
وكــل شــىء سـتـرتـه فــقــد غـــفــرتـه ،
والـغــفـار مــن أسـمـاء الله الـحــســنـى هـى ســتــره لـلــذنــوب ،
وعـــفــوه عــنـهـا بــفــضــلـه ورحــمــتـه ،
لا بـتـوبـة الـعــبـاد وطـاعـــتـهـم ،
وهــو الـذى أسـبـل الـسـتـر عــلـى الـذنـوب فـى الـدنـيـا وتـجــاوز عــن عـــقــوبــتـهـا فـى الآخــرة ،
وهــو الـغـافــر والـغــفــور والـغــفــار ،
والـغــفــور أبـلـغ مـن الـغـافــر ،
والـغــفـار أبـلـغ مــن الـغــفــور ،
وأن أول ســتـر الله عــلـى الـعــبـد أم جـعـل مـقـابـح بـدنـه مــســتــورة فـى بـاطـــنــه ،
وجــعــل خــواطــره وإرادتــه الــقـــبـــيــحــة فـى أعــمـاق قــلـبـه ،
فــســتــر الله عــوراتــه ،
ويـنـبـغـى لـلـعــبـد الــتـأدب بـأدب الإســـم الــعـــظــيـم فــيـسـتـر عــيـوب إخــوانــه
ويـعــفــو عــنـهــم ،
ومــن الـحـديــث مــن لــــزم الإســتــغــفــار جــعــل الله لـه مــن كــل هـــم فــرجــا
، ومــن كــل ضــيــق مــخــرجـــا ،
ورزقــه مــن حــيــث لا يــحــتــســبالــــقـــهـــار
هــو الـغـالـب الــذي قــهــر خــلــقــه بــســلــطـــانــه وقـــدرتـــه ، وصــرفـــهــم عــلـى مــا أراد طـــوعــــا وكـــرهـــا ، وخـــضـــع لـــجــــلالــــه كـــل شــــيء.
الــقــهــر فـى الـلـغــة هــو الـغــلــبـة والــتــذلــيــل مــعــا ،
وهــو الإســتــيــلاء عــلـى الــشــىء فـىالــظــاهـــر والــبـاطــن ..
والــقــاهــر والــقــهــار مــن صــفــات الله تـعــالـى وأســمـائـــه ،
والــقـهـار مــبـالـغـة فـى الــقــاهـــر فـالله هــو الـذى يــقــهــر خــلــقــه بــســلـطــانــه وقــدرتــه ،
هــو الــغــالــب جــمــيــع خــلــقــه رضــوا أم كــرهـــوا ،
قــهــر الانــســان عــلـى الــنـوم ،
وإذا أراد الــمــؤمـــن الـــتــخــلــق بــخــلــق الـــقــهــار فــعــلــيـه
أن يــقــهـــر نــفـــســه حــتـى تــطـــيــع أوامـــر ربــهــا ويـــقــهـــر الــشـــيــطـــان
والـــشــهـــوة والــغـــضــب.
روى أن أحـــد الــعــارفــيـن دخـــل عــلـى ســلــطـــان فـــرآه يـــذب ذبـــابـــة عـــن وجــهــه ،
كـــلــمــا طـــردهــــا عـــادت ،
فـــســأل الــعــارف: لــم خـــلــق الله الــذبــاب؟
فــأجــابـه الــعــارف: لـــيــذل بـــه الـــجــــبـــابــــرة
الـــوهـــــاب
هــو الــمــنــعــم عــلـى الــعــبــاد ، الـــذي يــهــب بــغــيــر عـــوض ويــعــطــي الــحـاجــة بــغـــيــر ســؤال ، كــثــيـــر الـــنــعـــم ، دائـــم الـــعــــطــــاء.
الـهــبـة أن تـجــعــل مــلــكــك لــغـــيــرك دون عـــوض ،
ولـهـا ركـــنـــنــان أحــدهـــمــا الــتــمــلــيـك ،
والأخـــر بــغـــيــر عـــوض ،
والــواهــــب هــو الــمــعــطــى ،
والــوهــــاب مــبــالــغــة مــن الــوهــــب ،
والــوهــــاب والــواهــــب مــن أســـمــاء الله الـحــســنـى ،
يـــعـــطــى الــحــاجـــة بـــدون ســـؤال ،
ويـــبـــدأ بــالــعـــطـــيــة ، والله كـــثـــيـــر الـــنـــعــــم.
الــــــــرزاق
هــو الــذي خـــلــق الأرزاق وأعـــطــى كـــل الــخـــلائـــق أرزاقـــهـــا ، ويــمــد كـــل كــائــن لــمـا يـــحـــتـــاجـــه ، ويـــحـــفـــظ عــلــيــه حـــيــاتـــه ويـــصــلــحــه.
الــرزاق مــن الــرزق ،
وهــو مــعــطــى الــرزق ،
ولا تـــقــال إلا لله تــعــالـى. والأرزاق نــوعـــان:
ظـــاهـــرة لــلأبـــدان "كــالأكـــل" ،
وبــاطـــنــة لــلــقـــلــوب والـــنـــفـــوس "كــالــمــعـــارف والـــعـــلـــوم" ،
والله إذا أراد بــعـــبــده خــيــرا رزقــه عــلــمــا هــاديـــا ،
ويـــدا مـــنـــفـــقــة مــتــصـــدقـــة ،
وإذا أحـــب عـــبــدا أكـــثــر حــوائـــج الــخــلــق الــيـه ،
وإذا جـــعـــلــه واســـطـــة بــيــنـه وبــيــن عـــبــاده فــى وصـــول الأرزاق
الـــيــهــم نــال حــظــا مــن إســـم الـــرزاق.
قــال الــنــبــى صــلـى الله عــلــيــه وســلــم: "
مــا أحــد أصــبــر عــلـى أذى ســـمــعــه .. مــن الله ، يــدّعـــون لــه الــولــد ثــم يــعــافـــيــهــم ويــرزقـــهــم" ،
وأن مـن أســـبــاب ســعــة الــرزق الــمــحــافــظـــة عــلـى الــصـــلاة والــصــبــر عـــلــيــهــا.
الـــفـــتــاح
هـــو الــذي يـــفـــتــح مـــغـــلـــق الأمـــــور ، ويــــســـهـــل الـــعــــســـيــــر ، وبــــيـــده مــــفـــاتـــيــح الـــســـمـــاوات والأرض.
الــفــتـح ضــد الـــغـــلــق ،
وهـــو أيــضــا الــنــصــر ،
والاســـتـــفـــتــاح هـــو الاســـتـــنــصــار ،
والـــفـــتـــاح مــبـالـــغـــة فــى الـــفـــتــح وكــلــهــا مــن أســمــاء الله تــعــالــى ،
الـــفـــتــاح هـــو الــذى بــعــنــايــتــه يـــنـــفـــتــح كـــل مـــغـــلــق ،
وبــهــدايـــتــه يــنــكـــشــف كــل مــشــكــل ،
فـــتــارة يـــفـــتــح الــمــمــالــك لأنــبــيــائـــه ،
وتـــارة يــرفــع الــحــجـــاب عـــن قـــلــوب أولــيــائــه
ويــفــتــح لــهــم الأبـــواب الـى مــلــكــوت ســـمــائــهــا ،
ومــن بــيــده مـــفــاتــيــح الــغـــيــب ومــفــاتــيــح الــرزق ،
وســبـحــانــه يــفــتــح لــلــعــاصــيــن أبـــواب مــغــفــرتـــه ،
ويــفـــتــح أبـــواب الـــرزق لـــلـــعــــبـــاد