يشكل عبد القادر غزال هذه
الأيام لغزا محيرا لكثير من الرياضيين والمتتبعين في الجزائر لأن الجميع يتساءل عن السر الذي جعل هذا اللاعب يفتقد طريق الشباك، وهو الذي أسال قدومه إلى "الخضر" الكثير من الحبر ،إذ وعلى الرغم الآمال المعلقة عليه من أجل تقديم الدفع الأمامي إلى ماكنة المنتخب الجزائري بتسجيل الاهداف فقط على اعتبار أنه مهاجم، إلا أنه فشل في ذلك وبالأخص ما وقع له في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بأنغولا، وسط ثقة كبيرة يضعها فيه الناخب الوطني الذي سيجددها فيه بالتأكيد خلال كأس العالم.
لم يسجل منذ لقاء روندا و 9 لقاءات متتالية دون هدف
أرقام وإحصائيات اللاعب تتكلم وتقول أن بدايته لم تكن بالسيئة، حيث سجل 3 أهداف منذ قدومه أمام البنين، مصر وروندا، أين أعاد الأمور إلى نصابها بعد أن كاد حلم الجزائر يتبخر في الذهاب إلى المونديال، لكن ومنذ تلك المباراة،
واللاعب بعيد عن الشباك، حتى في كأس إفريقيا للأمم، أين لعب 6 مقابلات متتالية كأساسي فشل في الوصول إلى المرمى، وتبقى لقطته مع كوت ديفوار شاهدة على سوء تركيزه، أين فشل في إدخال كرة سهلة في الشباك بعد أن خرجت قذفته إلى التماس، وهو ما أثار الحيرة لأن الأمر يتعلق بمهاجم لا يسجل، أين صام في 9 مقابلات متتالية بإحتساب مباراة صربيا الودية.
صام عن التهديف 6 أشهر في سيينا وأكمل الموسم في الوسط
ومن دون شك، فإن المنتخب الوطني الجزائري ليس الوحيد الذي عانى من العقم الهجومي لغزال، حيث أن وضعيته مع نادي سيينا الإيطالي الذي يلعب له لا تختلف كثيرا، حيث أنه رغم تسجيله لأول أهدافه في أول جولة من "الكالتشيو" الإيطالي أمام العملاق أي سي ميلان، إلا أن اللاعب صام عن التسجيل بعد ذلك لمدة 6 أشهر إلى أن استرجع الشهية مجددا أمام اليوفي حين دك شباك رفقاء ديل بيرو بثنائية جعلت منه بطل الأسبوع في إيطاليا، إلا أن ذلك لم يغير في الأمور شيئا، حيث أنهى عبد القادر غزال موسمه بتسجيل 6 أهداف بعد هدفين آخرين أمام باري في 34 لقاء، ولو أن ذلك كان له علاقة مباشرة بتوظيفه المتأخر، أين تحول تقريبا إلى لاعب وسط ميدان المنصب الذي أكمل فيه موسمه.
صار يلعب متأخرا، لكن لامبارد لاعب وسط وسجل 27 هدفا
نادت بعض الأصوات الرياضية بضرورة عدم محاسبة عبد القادر غزال على عدم تسجيله الكثير من الأهداف هذا الموسم خاصة مع فريقه سيينا، حيث أن هذا الفريق ضعيف نوعا ما مقارنة ببقية فرق الكالتشيو بمحدودية تعداده، وهو الشيء الذي جعل المدرب يعيد غزال إلى وسط الميدان الدفاعي وحتى الهجومي من أجل تدعيم هذا الخط من جهة والاستفادة من الصلابة،
والروح القتالية للاعب من جهة أخرى، لكن كل ذلك لا يبرر العقم الكبير للاعب لأنه يبقى مهاجما في كل الأحوال، وبالنظر إلى أحد اللاعبين الذين سيواجهون المنتخب الجزائري في جنوب إفريقيا، وهو فرانك لامبارد وسط ميدان تشيلسي الإنجليزي، والذي سجل 22 هدفا في الدوري و 5 أهداف في رابطة أبطال أوروبا وكاس إنجلترا، ما يعني أن تغيير منصب غزال لا يعني بالضرورة أن لا يسجل ولا يعني أيضا أن يسجل 27 هدفا، لكن 6 اهداف تبقي اللاعب بعيدا جدا عن المستوى العالمي للمهاجمين أو حتى لاعبي الوسط، ليبقى عبد القادر غزال مطالبا بإستغلال الفرصة القادمة وقلب الطاولة على المشككين.
مطالب باستغلال لقاءي إيرلندا والإمارات بطريقة مثالية
ومهما قيل، فإن اللاعب لازالت أمامه فرصة وربما فرص أخرى لتحقيق الإستفاقة الهجومية، وذلك من خلال اللقاءين الوديين القادمين أمام منتخبي إيرلندا والإمارات على التوالي، حيث يبقى عبد القادر غزال مطالبا بفك عقدة الهجوم على اعتبار أن المنتخب الوطني بقيادة رابح سعدان يعول كثيرا على هذا اللاعب القوي لاختراق دفاعات المنافسين في كأس العالم القادمة، خاصة أمام المنتخب الإنجليزي، ويبقى على اللاعب أن يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأنه إن لم يستطع أن يقدم الإضافة هذه المرة أو أن يسجل أهدافا حاسمة هذه المرة، فإنه حتما سيكون في موقف ضعف، وقد يعرض مكانته الأساسية في المنتخب الوطني إلى الخطر في وقت لا يوجد تنافس شرس على المناصب الهجومية في المنتخب الوطني في ظل نقص الخيارات الهجومية.
غزال أكثر اللاعبين حصولا على المخالفات في إيطاليا ولهذا يفضله سعدان
حل اللاعب الدولي الجزائري عبد القادر غزال، كثاني لاعب يحسن الحصول على المخالفات خارج منطقة 18 في البطولة الإيطالية، حيث استطاع اللاعب أن يتحصل على 42 مخالفة في مرحلة الذهاب فقط، حيث مكنته بنيته القوية
والروح القتالية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب من أن يشكل خطرا دائما على الفرق المنافسة بتوغلاته السريعة ومحاولاته المتكررة لفتح المساحات في وسط دفعات المنافسين، وهو ما جعل الناخب الوطني يعول عليه كثيرا، خاصة أن الفريق الوطني اليوم صار كمثله من كبار المنتخبات العالمية التي تحسن جيدا الإستفادة من المخالفات، حيث سجل خلال الإقصائيات المزدوجة الخاصة بالقارة الإفريقية والمؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا 20 هدفا 8 منها من كرات ثابتة، وهو ما يرفع حظوظ المنتخب في الوصول إلى شباك منافسيه في كأس العالم القادمة، خاصة أن كرة القدم الحديثة تتيح للاعبين التسجيل من أبسط الفرص، لذا فعلى المنتخب أخذ هذا الإمتياز بعين الإعتبار.
الناخب الوطني يمنحه الأولولية في حالة اللعب بمهاجم واحد
وبالنظر إلى ضعف تعداد المنتخب الجزائري على مستوى الخط الأمامي على اعتبار أن المدرب الوطني رابح سعدان لم يوجه الدعوة إلا لمهاجمين، إضافة إلى غزال، فإن حظوظ اللاعب في المشاركة كأساسي تبقى كبيرة جدا، لأن رفيق صايفي ورغم أنه لعب بشكل منتظم، إلا أن إصابته الأخيرة وتراجع لياقته نوعا ما ينقصان من حظوظه في اللعب وحتى رفيق جبور العائد إلى مستواه في الفترة الأخيرة لن يستطيع من دون شك الظفر بمكانة إساسية في حالة اللعب بمهاجم واحد، وذلك نظرا إلى ابتعاده عن المنافسة مع المنتخب قبل نهاية التصفيات الإفريقية المزدوجة والمؤهلة إلى كأس العالم، بالإضافة إلى أنه لم يلعب الكثير من اللقاءات مع فريقه آيك، ليبقى غزال مطالبا بأن يكون جديرا بثقة الناخب الوطني وأن يكون في مستوى الجماهير الجزائرية العاشقة له.
فرصته في المونديال بشعار"تكون أو لا تكون"
وبالحديث عن ثقة المدرب الوطني والجماهير الجزائرية في غزال، صار مطالبا اليوم أكثر من أي وقت آخر بالإستفاقة والسير على خطى الهدافين العالميين، حيث يحلم كل جزائري اليوم بأن يرى غزال أحد أكبر اللاعبين في أوروبا، خاصة أن هذا اللاعب الذي سجل 22 هدفا في أول موسم له مع سيينا وأيضا له من الإمكانات ما يسمح له بالبروز بشكل أكبر من هذا، وتبقى كأس العالم القادمة محطته الأخيرة ليثبت للجميع أن ثقة مدربه وكل الجزائريين فيه لم تأت من فراغ،
وأنه يستطيع أن يجدد العهد مع الأهداف فقط بقليل من التركيز، وهو ما وعد به، ليرد عليه الجزائريون "نحن في الإنتظار".